اصابات الأسنان: على الرغم من أن معظم إصابات وكدمات الأسنان شائعة بين المراهقين والأطفال إلا أنها قد تصيب كل الأشخاص. عادةً تحصل هذه الإصابات بسبب الحوادث الرياضية، أو حوادث السيارات، أو السقطات العنيفة.
بغض النظر عن سبب الإصابة، نوع الإصابة وحدّة الألم سيحددان العلاج المُحتاج. قد تُلحِق إصابات الأسنان الضرر بالنسيج الداخلي الطريّ للسن الذي يُعرَف بلبّ الأسنان. عندما يلتهب لبّ الأسنان قد يتم اللجوء إلى المعالجة اللبيّة. العناية المناسبة الأوّليّة تُسهِم كثيرًا في تقليل خطر فقدان السن.
ما هي المعالجة اللبية؟
المعالجة اللبية باللغة الإنجليزية تعني: Enododontic Treatment بحيث “Endo” هي كلمة يونانّية تعني “داخل” و “Odont” كلمة يونانّية تعني “الأسنان” أي علاج داخل السن. لفهم المعالجة اللبية – علاج العصب-، عليك فهم تشريح الأسنان.
داخل الأسنان، تحت مينا السنّ البيضاء والطبقة الصلبة التي تسمى العاج، هناك أنسجة ليّنة تسمى اللبّ. اللبُّ يحتوي على الأوعية الدموية والأعصاب والأنسجة الضامّة. يمتدُّ اللبُّ من تاج السن حتى نهايات الجذور، حيث يرتبط بالأنسجة المحيطة بالجذور.
اللبُّ مهمٌّ خلال عمليّة نمو الأسنان. ومع ذلك، عندما يكتمل تكون السن يمكنه البقاء على قيد الحياة دون اللب، وذلك
لاستمرار تغذية السنّ عبر الأنسجة المحيطة به.
اليوم أصبح بالإمكان أن تعالج سنًّا غير ناضجٍ عند شخصٍ صغيرٍ في السن عندما يتعرّض ذلك السنّ للنخر أو الإصابة، وأن تتوقّع أن يبقى ذلك السنُّ طويلًا.
من يؤدي المعالجة اللُبيةَ؟
جميع أطباء الأسنان، بما في ذلك طبيب الأسنان العامّ الخاصّ بك، تلقّوا التدريب في المعالجة اللبية في كلية طب الأسنان. ويمكنهم إجراء العمليات اللبية إلى جانب إجراءاتٍ سنّيّةٍ أخرى، ولكن غالبًا ما يتمّ تحويل المرضى الذين يحتاجون إلى المعالجة اللبية لإختصاصي علاج العصب، وهو شريكٌ مهم في فريق أطباء الأسنان من مقدّمي الرعاية الموثوق بهم.
إختصاصي علاج العصب هو طبيبُ أسنانٍ يتخصّص في الحفاظ على الأسنان. ويصبح طبيب الأسنان إختصاصيا في علاج العصب من خلال استكمال خمس سنواتٍ في كلية طبّ الأسنان، يليها ثلاث سنوات من
الدراسة و التدريب المتقدم في علاج أمراض لب (عصب) السن. يقوم إختصاصي العصب بعلاج حالات روتينية بالإضافه إلى الحالات الصعبة والمعقدة، والتي تتضمن معالجة قناة الجذر أو إعادة تلك المعالجة، والجراحة اللبية.
ونتيجة لتدريبهم المتخصّص، فإن إختصاصيّو علاج العصب بارعون في العثور على سبب الألم في الفم والوجه، وعلاج إصابات الأسنان، وتشخيص الأسنان المُتَصَدِّعَة، والقيام بإجراءات أخرى للحفاظ على
الأسنان.
إختصاصيّو علاج العصب هم أيضًا خبراءٌ في التخدير الموضعيّ لضمان تخدر المرضى تمامًا وراحتهم خلال المعالجة. وبالإضافة إلى ذلك، إختصاصي المعالجة اللبية غالبًا ما يستخدم تقنيات حديثةً وراقية؛ مثل التصوير الرقمي المحوسب، المجاهر التشغيلية، أجهزة الموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب، وهي تقنية التصوير المبتكرة التي توفر صورًا ثلاثيّة الأبعاد لأسنان المريض والهياكل الداعمة.
وجود تقنيات متقدمة، إلى جانب التقنيات المتخصصة والتدريب، توفّر للإختصاصي صورةً واضحةً لداخل السنّ، فيصبح قادرًا على علاج السنّ بسرعةٍ وكفاءةٍ وراحة.
ما هي أنواع إصابات الأسنان الأكثر شيوعا؟
تعدّ الأسنان المتكسّرة الأكثر شيوعًا بين إصابات الأسنان. أما الأسنان المفكوكة أو الساقطة تعدّ أمثلةً على إصاباتٍ أقل شيوعًا ولكن أكثر حدّة. يعتمد العلاج على نوع و مكان وحدّة كل إصابة. أيُّ إصابة للأسنان، حتى لو كانت في ظاهرها بسيطة، إلا أنها تستلزم فحصًا مباشرًا من طبيب الأسنان أو اختصاصي علاج العصب. في بعض الأحيان قد تعاني الأسنان المجاورة من إصابات قد لا تكون واضحة إلا بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات من الإصابة الأولى.
الأسنان المتكسرة
معظم تيجان الأسنان المتكسرة يمكن إصلاحها عن طريق إعادة وصل القطعة المكسورة أو استبدالها بحشوة ملائمة للون السن في حال كانت القطعة المكسورة من تاج السن كبيرة نسبيًا، يتم اللجوء إلى تاج اصطناعي 
أو غطاء لاستعادة السن. إذا أصبح اللبّ مكشوفًا أو متضررًا بعد تكسّر التاج، علاج قناة الجذر قد يصبح ضروريًّا. هذه الإصابات تتطلب اهتمامًا خاصًا، فمن المهم طلب مساعدة المختصين بأقصى سرعة ممكنة.
لا تستخدم مسكّنات الألم الموضعيّة مثل (Anbesol) أو المراهم أو تضع الأسبرين محل الإصابة للتخلص من الألم.
إصابات الأسنان الخلفية تشمل النتوءات المكسورة و الأسنان المتكسّرة بالإضافة إلى الأسنان المنقسمة.
إذا امتدت الكسور إلى الجذر فيجب علاج قناة الجذر و قد يتم اللجوء إلى تغطية تاج السن بالكامل لاستعادة وظائف السن. قد تتطلب الأسنان المنقسمة استخراجها.
الأسنان المزاحه
خلال الإصابة قد يتم دفع السن جانبًا أو داخل أو خارج تجويفه. تكمن مسؤولية طبيب أسنانك أو طبيب اللبيّة الخاص بك في تثبيت السن. علاج قناة الجذر ضروري للأسنان الدائمة التي تعرضت للفك، و يفضل البدء بها بعد عدة أيام من الإصابة.
قد يتم وضع دواء بداخل السن كجزء من علاج قناة الجذر. يتم وضع حشوة دائمة في قناة الجذر لاحقًا.
لا يحتاج الأطفال تحت سن الخامسة عشر إلى علاج قناة الجذر بما أن أسنانهم لا تزال في طور النمو. لهؤلاء المرضى يقوم إختصاصي المعالجة اللبية بمراقبة عملية الشفاء بحذر و التدخل مباشرة إذا لاحظ أي تغيرات تبعًا لذلك. يمكن تحديد عدة مواعيد لمتابعة الحالة. هناك علاج بديل قابل للتطبيق للأسنان غير مكتملة النمو يسمّى “اعادة نمو العصب”. يستخدم هذا العلاج الخلايا الجذعية من اللبّ الحديث لشفاء و إصلاح و إكمال نمو الجذر. اسأل إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك عمّا إذا كان سن طفلك مؤهلًا لهذه العملية.
الأسنان المملوخه (المتخلخله)
- إذا وقع السن خارج فمك فإن الوقت عامل مهم.
- يجب التعامل مع السن برفق و تجنب لمس سطح الجذر.
- إذا كان السن متسخًا فيجب غسله سريعًا بالمياه.
- لا تستخدم الصابون أو أي سائل تنظيف و لا تفرك السن على الإطلاق.
- يجب إعادة السن إن أمكن إلى مكانه بأسرع ما يمكن.
- كلما قل الوقت الذي يمضيه السن خارج مكانه زادت الفرصة لإنقاذه.
- اتصل بطبيب الأسنان فورًا!
إذا لم تستطع إعادة السن إلى مكانه فيجب إبقاءه رطًبا عن طريق وضعه في محاليل خاصة متوفرة لدى العديد من الصيدليات.
إذا لم تتوفر هذه المحاليل ضع السن في الحليب. عند وضعه في الحليب ستحافظ على خلايا الجذر الموجودة على سطح السن رطبة و حية لبضع ساعات. هناك حل آخر، وهو أن تضع السنّ بين خدّك ولثّتك ولا يُنصَح باستخدام مياه الصنبور لحفظ السن لوقت طويل و ذلك لأن خلايا الجذر السطحية لا تتحمل المياه لفترة طويلة.
بمجرّد إعادة السنّ إلى مكانه، طبيب أسنانك أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاصّ بك سوف يقوم بتقييم السنّ وسوف يتفقّد وجود أيّة إصابات سنّيّة أو إصابةٍ في الوجه. إذا لم تعد السن إلى مكانه فطبيب الأسنان أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك سيقوم بتنظيفه بحذر و استبداله. سيتم وضع تثبيت لعدة أسابيع. من المهم أن يبدأ علاج قناة الجذر خلال بضعة أسابيع بعد إعادة زرعه باستثناء السن لطفل صغير في العمر. طبيب أسنانك سوف يأخذ هذا القرار.
هناك عوامل تؤثر على إنقاذ السن مثل الوقت الذي يمضيه السن خارج الفم والطريقة التي تم تخزين السن فيها قبل الذهاب إلى طبيب الأسنان. بأخذ كل تلك العوامل بعين الاعتبار طبيب أسنانك أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك قد يناقش معك عدّة خيارات للعلاج.
الجذر المكسور
إصابة السن قد تحدث تصدعًا أفقيًا في جذر السن. بعد التشخيص يمكن إعادة موضعة السن إذا كان في غير محله. وعلى الأرجح يتم إلحاقه بوضع تقويم لعدة أسابيع. الأسنان المصابة بتصدّع أفقي عادةً ما تملك تطوّرًا جيّدًا إذا ما تمّ علاجها بشكلٍ جيّد.
هل تختلف إصابات الأسنان عند الأطفال؟
يمكن ترميم الأسنان اللبنية المكسورة جماليًا. في حالات نادرة يمكن إعادة موضعة الأسنان اللبنية المفكوكة. و لكنه عند سقوط الأسنان اللبنية يفضل عدم إعادتها مكانها و ذلك لأن إعادتها قد تسبب أضرارًا مستقبلية و دائمة للسن الدائم الذي ينمو بداخل العظم.
أما بالنسبة للأطفال الذين يملكون أسنانًا دائمة، ولكنها لم تكن مكتملة النموّ بعد عند تعرّضها للإصابة، فهم يحتاجون إلى اهتمام خاص وقت الإصابة، و ليس بالضرورة أن يحتاجوا جميعهم إلى علاج قناة الجذر. وجود مخزون كافٍ من الدم و الخلايا الجذعية في الأسنان الدائمة غير مكتملة النمو يساعد طبيبك أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك بأن يحفز نمو السن مجددًا. يتمتع إختصاصيّو اللبيّة بالمعرفة و المهارة لمعالجة الجذور غير المكتملة. حتى أنه في بعض الحالات، تكمل الجذور نموها.
سيقوم إختصاصيّو المعالجة اللبيّة بكل ما يستطيعون به لإنقاذ الأسنان الطبيعية. هؤلاء المختصون هم أفضل مصدر للمعلومات للأطفال الذين يعانون من ألم الأسنان.
هل سيحتاج السن لعناية خاصة أو علاج إضافي؟
هناك عوامل عدة تؤثر في شفاء السن على المدى الطويل و منها: طبيعة الإصابة، و المدة الزمنية من تاريخ الإصابة إلى تاريخ العلاج، و كيفية الإهتمام بالسن بعد الإصابة، واستجابة الجسم. العلاج ضمن جدول
زمني محدد مهم جدًا للأسنان المفكوكة أو الساقطة لمنع ذوبان الجذر. يحدث الذوبان عندما يبدأ جسدك -عن طريق آليات الدفاع الخاصة به- برفض سنك الخاص كنوع من الاستجابة لإصابة الأسنان.
بعد الإصابة يجب عليك الرجوع إلى طبيب الأسنان أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك لفحص السن و علاجه على فترات تصل لخمس سنوات لضمان عدم حدوث ذوبان في الجذر و شفاء الأنسجة المحيطة بالسن. بعض أنواع الذوبان لا يمكن علاجها. يحدث الذوبان عندما يبدأ جسدك -عن طريق آليات الدفاع الخاصة به- برفض سنك الخاص كنوع من الاستجابة لإصابة الأسنان. بعد الإصابة يجب عليك الرجوع إلى طبيب الأسنان أو إختصاصي المعالجة اللبية الخاص بك لفحص السن و علاجه على فترات تصل لخمس سنوات لضمان عدم حدوث ذوبان في الجذر و شفاء الأنسجة المحيطة بالسن. بعض أنواع الذوبان لا يمكن علاجها.